هذا أنا وتلك هي

في غَفْوَةٍ .... استَوْلَتْ عَلَى جَسَديْ وعَقْليْ


اسْتَلْقَيتُ فيها عَلى سَريرِ أحزاني


وبدّلتُ غِطاءَهُ .. بِغِطاءٍ قَديمٍ ..


كانَ لهُ أصْعَبَ ذِكرى بخيالي


كُنْتُ فيها شِبْهَ قَتيلاَ .. وأنا غَافي


كانَتْ اللّيالي مُتَشابهة .. غَريبة .. مُتعِبة


كُنْتُ ضَائعاً .. أتمنى لو أحداً يرااني!!


غًفًوتُ في زمَنٍ .. تَغيّر عَني كَثيراً


صَار كالرّمادِ بَعَدَ أنْ كانَ أبيضاً صَافي


تحوّلت مشاعري .. تَبعثرتْ حَواسي



تغيّرت أحلامي



أشْتقتُ لعذابي .. و تعذّبتُ في ترحالي


لقَد أحبَبتُها .. لم أفكر كَثيراً لماذا؟ .. لا أدري !


و كيفَ أنسى يا قَلبي .. اعتَبرتُها فَتاتي


أخْبرتُها بكلِ شَيئٍ .. يحَدثُ مَعي


أخبَرتهُا بالحاضرِ .. صَارحتُها بالماضي


لم أخفْ مِنها ... لمْ أتراجع


لم أتردّد بالقَولِ لها .. فقدْ أعتَبرتُها كياني


لُغَتي .. وَطَني ... و أوقَاتي


تخلّيتُ عَن كِبرياءي .. لأجلها


تَركتُ خَلفي .. عَقلي


ولكنها قَتَلَتْ روحي .. بِفِعلَتها ..


ومازلتُ أتَذَكرَها .. وَ أتَذكر ما فَعَلتْ


صَحيحٌ أنني نسيتُها .. و تأكدتُ أنها لا تستحقُ


لكنّها عادت بدَهَاءِ الأنثى و قالت


ها أنا ذا ..تلك المتعجرفة التي جَعَلتكَ تُعاني



يا من اعتقدتُ أنكِ حبيبتي... صَعبٌ عليّ أن أتذكر ما فعلتي



لماذا .. و كيف .. و مَتى !!



لم تَسمحي لي حتّى أن أناجي



لا أعْرفُ مِنْ روحي ما تَبقى



بَعد تلكَ الليلةَ .. بَعد انكساري



الشوارعُ تُذكرني بها



الأبنية .. الحديقة ..



حتى أسم المكان الذي قابلتهُا به



مازال إلى الآن يحتَلّ بالتعذيبِ أجزائي


في هَذا اليوم .. تذكّرتها ..



و تَذكرتُ أولَ الخَطَوات التي مَعي مشتها


و كلامها مَعي .. وكلاميَ مَعَها


و عَن تِلك الحَديقة .. ابتعادها


وبُعدَها !!!!!



ليتني كُنتُ اعْرفُ ما بعد ابتعادها


فـ لو عَرفتُ .. لما قابلتها ..


ولو عَرفتُ .. لما أعْطيتها


ثقةً .. و عشقاً لها وليس لغيرها



أعطيتها أكثر مما يستحقّها



تُذكرني بها كُل الأغاني


حَتى الحالني ..



لكنها .. رَحَلَتْ .. دُونَ أنْ تَسْمَعْ



ودُونَ أنْ تَفْهَم .. ودُونَ أن تَرى



ولن أحزن .. فقد أعطَيتُها قَدْرَ ما يستَحقها



و عَرفتْ هي من هي



وعَرفتُ انا من أنا



وحَتماً سيأتي لها اليوم



الذي تَعْرفْ بِه ماذا فَعَلتْ


بـ مشاعري ..وقبل مشاعري



يجبُ أن تَسأل نَفْسها



ماذا فَعَلتْ بنَفسِها