مشــــــوار الرحــــــيل

بدأت مشوار الرحيل



بخطواتي المتعبة



وجسدي المنهك من المرض



وأطراف ذابلة واهنة



أنظر بعينيّ الناعستين إلى حالي



كيف شحب لوني



وكيف تلاشت ملامح الحياة فيّ



وهذه الأنامل الشاحبة النحيفة



تكاد لا تقوى على حمل القلم



تكاد الأحرف تسقط من أنينها عليّ



وتدون قصيدة رثائي



تكاد عيناي تعزف لحن الوداع



والقلب الواهن يوشك أن يستريح



من مشوار ركضٍ خلف الأماني الضائعة



هنا..



حيث هذا القلب العليل



تكمن آلامي



ألم علة تفني صاحبها



هنا..



حيث هذا القلب العليل



أتُراه هو أصلها



فما أكثر معاناتك يا قلبي



وهاقد بدأت توزعها



على باقي الأطراف








مشوار النهاية..



مشيت منه الألف ميلا



ولم يتبق لي سوى الخطوة



هنا أدون خطوتي الأخيرة



على ورقتي الأخيرة



أستشعر نبضات قلبي الأخيرة



ناطقة بلساني المغشي عليه



لأدونها بقلمي المسكين ..



الذي طالما تحمل آلامي



وطالما ضغطت عليه هذه الأنامل



وها قد خارت كل قواي



وما صارت الأنامل



تقوى على مسكك أيها القلم



فدعيني يا آلامي



أكتب كلماتي



بدموعي الغزيرة



فقد تجد لها برا يوما



أو قد تقف عند أية جزيرة



لتستريح من عالمي المنهك



ومنك أيتها الحجرة الحزينة



وليسترح جسدي من آلامك أيها القلب



لا أعلم إن كنت سأقوى



على سلوك طريق العودة



ولا أعلم إن كان هذا القلب



سيستجمع ما تبقى من الحياة فيه



ليستأنف مشوار الركضِ من جديد



خلف أمانٍٍِ رغم عدم تحقيقها



سوى أنها تعطينا أملا بشروقٍ ما.. هو أجمل



فدَوِّن ياقلمي هذه المعانات



فقد تصبح ذكرى



أقرأها يوما



أو قد تسكن ركن الذكريات الفانية



بين أشياء شخص مفقود



والكل يعلم أنه لن يعود